مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/14/2021 04:22:00 م

   إعلانات الدَّواء، هل أقوم بالشّراء؟ 2

إعلانات الدَّواء، هل أقوم بالشّراء؟ 2

   إعلانات الدَّواء، هل أقوم بالشّراء؟ 2


مرحلة ما قبل تواجد الدواء في الصيدليات:


بعد عبور الدّواء من جميع المراحل الّتي ذكرناها في فقرات سابقة، أصبح لدى الشّركة المصنِّعة معلومات كاملة (بنسبة تسعين في المئة) عن هذا الدّواء، تتضمّن هذه المعلومات:

  •     الآلية الّتي يعمل من خلالها الدّواء. 
  •     الأعراض الجانبيّة الّتي صادفتنا في المراحل السّابقة. 
  •     ما هي الأمراض الّتي يستهدفها الدّواء ويعالجها. 
  •     طريقة امتصاص الجسم للدواء. 
  •     كيف يتخلّص الجسم من الدّواء. 

وغيرها من المعلومات الّتي تقدّمها (الشركة المصنِّعة) على شكل وصف تفصيلي لمنظمة الغذاء والدّواء الأميركيّة(FDA) الّتي قد توافق على الدّواء أو ترفضهُ. 


*قد يصل طول الوصف التفصيلي للدّواء إلى حوالي المئة ألف صفحة، وهو عدد ضخم يحتاج ما يقارب السنتين ونصف إلى ثلاث سنين لإتمامه. 


في حال موافقة منظمة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، فإنَّ الدّواء يصبح متداولاً في الصيدليّات. 


مرحلة ما بعد التداول في الصيدليات :


عندما يتم تداول الدّواء في الصيدليات، فإنّهُ يصبح في متناول الجميع، في هذه الفترة يجب أن تبقى الشّركة المصنِّعة يَقظة تتابع الآثار الجانبيّة الجديدة الّتي تظهر- لأن الشريحة المُجرَّب عليها أصبحت أكبر بكثير من الشرائح في التجارب السّابقة- 

وتقوم يتدوينها، وتقديمها على شكل استبيان أو إحصاء إضافي للوثيقة أو للتصنيف السّابق للدواء. 


في حال كانت هذه الأعراض الجديدة خطيرة وتصيب شريحة كبيرة من النّاس، فإن هذا الدواء يتم رفضهُ وسحبهُ من السُّوق. 


هذهِ العمليّة تستغرق حوالي 12 سنة من العمل والجهد المتواصل والدقيق والمتابعة المستمرة حتّى بعد الموافقة على الدّواء، لأنّ هنالك احتمال كبير - في آخر الخطوات وبعد التداول في الصيدليات- أن يتم سحب الدّواء. 


وكمية الأموال الّتي تُصرف خلال هذه السنين تُقدَّر بحوالي 350‪ مليون دولار، وهو رقم ضخم جدّاً . 


لذلك عزيزي القارئ في نهاية مقالي هذا أصبحت على دراية بصعوبة الوصول إلى صيغة دوائيّة تستهدف مرضاً ما مهما كان بسيطاً أو معقّداً، وكمّية الأموال الّتي تُصرف حيال ذلك، فلا تُصدّق المنشورات الّتي تصادفها من أشخاص لا يعرفون من الطّب إلا اسمهُ، مهنتهم الوحيدة هي النّصب بطريقة سيّئة تُقنِعُكَ بفعاليّة الدّواء أو العشبة بذكر قصص وحكايات لا أساس لها من الصحة، وللأسف طريقة الاحتيال هذهِ يقع ضحيّتها الكثير. 


فالأدوية مكانها الصيدليات والمشافي، أبدا لا وجود لها على شاشات التلفاز أو مواقع التواصل الاجتماعي.


أتمنى أن يكون مقالي هذا مفيداً، ومُقدّماً للآلية بطريقة سهلة ومُبسّطة ومفهومة.


إلى اللّقاء..

بقلم الدكتور علي سويدان

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.